top of page

الغلاف  فاني بات                  couverture : Fanny Batt

Extraits de

النافذة، الأحد وأيام أخرى، دار فضاءات، عمان، الاردن، 2007

(La fenêtre, dimanche et autres jours (en arabe), éd. Fadâ’ât, Amman, 2007)

اللّيل

 

 

 

 

1

 

 

 

 

أنام

 

على حلم

خفيف

وأرى السرير

يهتزّ

كلما

كاد الوعي

أن

يمسّ

عضوا

من أعضائي

 

 

2

 

 

للجسد ضوء

 

يحلو

 

للمتصوف أن ينعته بالباطن

لأنّ الوحدة تُدمنه.

 

ضوء خافت

 

هذه

الليلة،

 

يحْتكُّ ساقي بالغطاء. من السقف تتدلّى صورةٌ، تعْوَجُّ، في شكل ضلعٍ تخرج منه نساء، أشرطة نساء تتعرى بسهولة غير واقعية. أنهضُ ساخطا، أناولُ نفسي بعض عبارات غامضة تساعدني على ضبط النفس وكأسا

 

أُسمّيه الليل.

 

أفكر في لائحة الأشياء العادية التي تنتظرني غدا دون أن تُبالي بتعبي المزمن من الأرق.

 

الساعة تُشير إلى أرقام متطابقة

3: 33

 

أفتحُ النافذة

وَ

 

أرى

 

ضوءاً خافتا آخر مسْتديرا على رأس شجرة في جانب الطريق

 

حيثُ

 

الواقع والخيال

مترادفان

يجرّان نفسي

إلى ميلونكوليا عميقة_

 

 

بين

حين وآخر

 

بينهما

 

         يُعْتصرُ الباطن.

 

 

3

 

 

منذ

خمسة عشر يوما

ابنتي

توقظني في الليل

كي أحرس

خِرفانها

من ذئب أصبح من

شدّة الوهم

مرادفا

لأصواتٍ لا نسمعها

إلا حين نُقرّر

النظر مليا

إلى صمت الغرفة.

 

في القيلولة

يُهدّد

الذئبُ حلمي

باليقظة.

4

 

 

 

وددتُ أن

أعرف

مضمون يد أمّي وهي تمدّها

إليَّ

 

لكنّ يدي امتدّت قليلا نحوها

ثم

 

أفلتتْ من الحلم

 وداهمتْ كتاب

الإمتاع والمؤانسة

 قرب الوسادة

 في الليلة الخامسة عشرة.

 

من واجبي إذن

أنْ

أؤكد أنه

لم يكن من الممكن

أنْ

يمتد بدني أكثر

لمعرفة باطن اليد

 

فَ ـ

 

        

يقول أبو حيان التوحيدي :

 

الممكن شبيه بالرؤيا

لا بدن له يستقلّ به

ولا طبيعة يتحيّز فيها

 

والرؤيا ظلٌّ من ظلال

اليقظة

 

والظلُّ

ينقص ويزيد

 

والممكن ظلٌّ من ظلال

الواجب

فطَوْرا

يزيد تشابها للواجب

وطورا

 ينقص تشابها للممتنع

وطوْرا يتساوى

في الوسط

 

وبقيتُ مدّة ساعاتٍ

جامدا

في وسط الليل

 

بين إمكانية تكملة الحلم

وواجب أرق

اعتاد عليه

سقف الغرفة.

 

5

 

 

 

( تعليق :

 

قد يَقتلُ الحلمُ أيضا ؛ قد تأتيك امرأة تقصُّ عليك حلمَ موتِك ؛ قد تقص ّ أنت موتَك بعد موتك) _

 

في تفسير الأحلام الكبير، ابن سيرين يتحدث عن موته :

 

وحكي أن امرأة جاءت إلى ابن سيرين وهو يتغدى، فقالت : رأيت كأن القمر دخل الثريا ومناديا ينادي أن ائتي ابن سيرين فقصي عليه رؤياك. فقبض يده عن الطعام وقال لها : ويلك كيف رأيت ؟ فأعادت عليه، فاربد لونه وقام وهو آخذ ببطنه، فقالت أخته : مالك ؟ فقال : زعمَتْ هذه أني ميت إلى سبعة أيام، فمات في السابع.

 

6

 

 

 

الليل 

 

( باب الحدّ، باب الأحد

الرّباط 14 04 2004

 

)

 

حِلْية سوداء يتزين بها الشارع حتى تبدو غضونُه ومثانيه أقلَّ بروزا،

 

وتشاؤمي من الشارع أيضا

 

 

 

ينكمش الجسد

سلة من الأعصاب

يصعب فكُّها ـ

غراب

 

ة

 

ت

تحدى منطق الطبيعة

 

حركة السير تصبح أكثر اتقادا، لافتات مضاءة، علامات تجارية، خليط ممدَّد فوق الرصيف

 

:

كتبٌ ساعاتٌ حِلِيٌ من البلاستيك بطاقات جرائد تعرض القتلى والأزياء وميزات وفضائح الحكومة والشعب، كأن الأرض أخرجت أثقالها كلها

 

 

7

 

 

 

في النهار

يقول النهار :

 

لم يكن الليل

هادئا

ولذا

لست كذلك،

 

وفي الليل

يقول الليل :

 

أنا عندَهُ

مِثْلُهُ عندي _

 

يسْتويان

في الضّجّة

داخل رأسي.

 

8

 

 

 

أرق

على رقَبة الفجر،

 

والسقف يومئ لي ـ

 

مليء بأسئلة شفافة، أرى من خلالها، إلى ما لا نهاية، أسئلةً أخرى، وخارج النافذة أيضا، قطرات صغيرة شفافة تحطّ عليها أعضاء شجرة لم تولد بعد على أوراقها الفواكه، لكنّ في نحتها رقصة أشمُّ بها رائحة الجنس.

 

سقف الليل،

 

(سقف الغرفة، سقف الرّأس، رأس الغرفة ـ

 

مسكنُ الأسئلة.)

 

 الأسئلة تتلوى كالأفعى في الرأس تقول أمي. من شدّة عشقها الرأس. من شدّة عشقها لليل. من شدّة عشقها. من شدّة. قيل أنّ الأفعى إذا جامعها الأُفعوان وهو الذّكر، تحوّلت إليه، فإن ظفرتْ به أكلتْ رأسه. 

bottom of page